أشاهد برنامجًا لأحد الإعلاميين والذي يعرض مسألة ما على رجال الدين الإسلامي والمسيحي بمذاهبهم لعرض رأى الدين فيها.
في تلك الحلقة تم عرض مسألة (تعدد الزوجات) على 3 رجال دين إسلامي يمثلون السنة والشيعة والسلفية + رجل دين مسيحي.
بدأ الشيخ الأزهري بالتحدث عن سماحة الإسلام وعدالته ورفقه بالمرأة ثم عرض حديث نبوي مضمونه أن الرجل يتزوج المرأة من أجل… أما الجمال أو المال أو الحسب والنسب أو الدين!
ويفضل أن يتزوجها لدينها
(يتزوجها للجمال… لا العقل!) (للنسب… لا الحب) (للمال… وكأنها هي التي ستنفق عليه!)
ثم أكمل الشيخ بثقة:
إن الرجل إذا تزوج من امرأة جميلة فقط فله الحق في إكمال باقي الصفات (الكتالوج) من أخريات!
وهنا انتفخت أوداج الشيخ الشيعي فأكمل:
ثم أن له الحق في الزواج بأخرى في حال مرض الزوج أو عدم قدرتها على الإنجاب.
وصدق كلامه السلفي وقد لمعت عينا الجميع واتسعت ابتساماتهم وقد زالت فجأة الخلافات بين السنة والشيعة والسلفيين!
وكيف لا وقد ارتبط الأمر بالجنس!
فكيف يعربد إذن (الرجل المتدين) دون أن يخل بوقاره؟ عليه إذن تعليق لافتة… (الله أمرنا بهذا!)
أخيرًا تكلم رجل الدين المسيحي الذي بدا الضيق على قسماته قائلًا:
وماذا لو مرض الرجل أو كان لا ينجاب؟ أن الزوج والزوج أصبحا نفسا واحدة بأمر الرب ولا يجوز أن يتخلى أحدهما عن الآخر.
رد أحد الشيوخ بسرعة:
إذن فلتطلب الطلاق ولكن… قد يسبب لها ضررا، إذ قد تكون بحاجة إلى سكن أو إلى من يعولها.
إذن… عليها أن تصبر!
إذن للرجل – وفقا للشيوخ الثلاثة – أن يتزوج سيدات أخريات في حال أن كانت زوجته غير كاملة.
وهنا يأتي السؤال المهم…
هل الرجل إنسان كامل؟ هل يجمع رجل واحد بين الوسامة والمال والأصل والدين والإنجاب والصحة؟
وإن كان الله قد خلق للرجل غرائز وأمزجه، فقد خلق للمرأة أيضا نفس الغرائز والأمزجة.
فلم لا تحق المرأة الزواج بأربعة رجال أيضا!؟
أليس من حقها أن تحصل على الوسيم والغنى والأصيل والمتدين؟
إننا كنساء نريد الزواج من 4 رجال أو… فلتوجدوا لنا رجلا يتمتع بالأربع صفات معا،
فإن لم تقبلوا هذا أو تجدوا ذاك، فعلى الأقل اتركوا لنا الحق في خيانة أزواجنا دون ضوضاء!
ألسن نملك شهوات مثل الرجل؟ ألا نطمع في الحسن والمال والجاه مثل الرجل؟
لا… لسن مثل الرجل فنحن بشر… لدينا عقل و مشاعر و كرامة.
أما شيوخ المسلمين فينكرون على الرجل إنسانيته وقد حولوه إلى كائن طفيلي (هائج جنسيا)
يبحث عن منفعته فقط وليس على شريكته في الحياة!
فلماذا يصورنه بتلك الخسة والدونية وقد ساواه الله بالمرأة!؟
فإن كان الإسلام قد حقّر من شأن الرجل ووصمه بالجهل في بحثه عن جمال، أو بالطمع في بحثه عن مال المرأة
ولم يعامله كإنسان محترم عاقل يبحث عن شريكة محبة، متعاونة، متفاهمة معه
فإني أقول… إما أن تم تفسير الدين وفقا لهوى بعض النفوس الضعيفة أو… إنه دين غير عادل!
فيا رجال الدين الإسلامي… اتقوا الله في المسلمين ولا تفتنوا النساء والرجال في دينهم
فبسببكم يلحد الألوف يوميًا… وبسببكم تحول الرجل من إنسان إلى عضو تناسلي كبير، والمرأة إلى حذاء قديم وجديد.
يا رجال الدين… قد تحوّل المجتمع بسببكم إلى غابة لا مكان فيها للعقل أو العدل أو الكرامة والعزة.
فارفعوا أيديكم عن ديننا وابتعدوا عن إلهنا وليكون لكم دينكم… وليكون لنا ديننا وليحفظ الله إسلامنا.
رانيا رفعت