سيادة العقيد…
عندما قابلت في مظاهرة الأرض أمام نِقابة الصحفيين 15 ابريل 2016، تحدثت إليك وقلت لك بلطف… “يا فندم انا عايزة اقول لحضرتك اننا مش إرهابيين ولا عايزين ندمر مصر! إحنا وطنيين وشرفاء وأرض مصر أغلى علينا من نفسنا ودم جنودنا اللى نزل على الجزيرتين تيران وصنافير مش لازم نبيعه، دا الأرض عرض يا فندم وإحنا مش بنبيع عرضنا”
ساعتها نظرت لي وابتسمت وقلت بأبوية دافئة…” أنا بردوا عايزك تصدقى اننا جايين نحميكوا ونأمن المظاهرة مش نأذيكوا” وصدقتك…حقا صدقتك…
الساعة 5 ونص تركت المظاهرة لآكل … وفى السابعة جلست على قهوة مع أصدقاء لي لم يكونوا بالمظاهرة وبينما اشرب قهوتي، ظهرت فجأة أمامي مع حشد من الرجال الملثمين ورأيت في عينيك نَظْرَة موت وقلت بصوت خشن غليظ.. “هاتولى بنت الكلب دى من شعرها” وفجأة وجدت رجل ضخم ملثم يشد شعرى بعنف ويضربني على وجهى ثم أخدتني منه وضربتني على قفاي كالمجرمين وانت تسبنى بأفظع الألفاظ وكأنك قبضت علىّ عاريه من فوق فراش رجل! ولم تكتفى بضربي بعنف ولكن أخذت أصدقائي الذين حاولوا الدفاع عنى وضربتهم بلا رحمة!
لقد اخذت تتوعدني وتشتمني وبداخل المدرعة كان جنودك يضربوني ويصرخون في وجهى ويشتموني بأفظع الشتائم!
هل تعلم؟ لقد أصبت برعب حقيقي، فكنت كنت كأسيرة الحرب وكنت تستطيع أن تغتصبني أو حتى تقتلني دون أن يعلم احد! هل جربت هذا الشعور؟ أن يتم اختطافك وضربك وإهانتك وتهديدك أن الدبّان الازرق مش هيعرف مكانك!؟
أنا أسألك الآن … لماذا؟ لماذا كنت بهذا التوحش معى؟ لماذا لم ترحمني وأنا مجرد فتاه نحيفة لا حول لي ولا قوة أمامك وأمام رجالك الملثمين المسلحين؟
لماذا لم تكتف بالقبض علىّ دون إيلام جسدي الضعيف أو إهانة إنسانيتي وكرامتي؟
أتعلم… أنا أثق أن الله لن يترك دموعي التي لازالت تسيل ولن يترك جراح نفسى أوجسدي الملقى على الفراش بلا حَراك بسببك!
أنا أثق أن الله سيضعك في نفس الموقف مهما طال الزمن وسوف أراك لاحول لك ولا قوة والجميع يهيننك ويضربنك ويهتكون المتبقي من إنسانيتك التي أضعتها بغرورك وقسوتك!
يا سيادة العقيد … إن الله يمهل ولا يهمل! واحترس… فان انتقامه قريب جدا…
رانيا رفعت